تونس – أنوار تونس
عقد مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء ندوة فكرية تحت عنوان: ” استراتيجية مقاومة جرائم الابادة الصهيونية للبيئة الفلسطيني” وذلك بتاريخ 3 مارس 2024 بمكتبة النورس بتونس، وبمشاركة ممثلين عن جمعية الشتات الفلسطيني بالسويد، والعربية لحماية الطبيعة بالأردن، وجمعية المستقبل للتنمية والبيئة الخيرية بقطاع غزة، وممثلة المسيرة العالمية للنساء بجنوب افريقيا، وناشطين وخبراء من فلسطين وتونس ومالي والجزائر ولندن. وقد دارت اعمال الندوة عبر الحضور المباشر وغير المباشر من خلال التواصل عن بعد. وقد قدمت خلال الندوة مجموعة من المداخلات الهامة، وصدر عنها وثيقة مهمة تحمل عنوان الندوة ” استراتيجية مقاومة الابادة الصهيونية للبيئة الفلسطينية”. وقد ادار اعمال الندوة الاستاذة سميحة خلفي المحامية والباحثة بمركز دراسات ارض فلسطين. والقى كلمة الافتتاح الاستاذ خالد السعدي رئيس جمعية الشتات الفلسطيني بالسويد، وانجزت بوستر الندوة حنين الزريعي، كما انجزت الاستاذة خميسة العبيدي لوحة فنية خاصة بالمناسبة.
أولا: المداخلات:
ــ مداخلة المهندس محمد مصلح امين سر الجمعية جمعية المستقبل للتنمية والبيئة الخيرية في قطاع غزة. بعنوان: الانشطة الاغاثية لجمعية المستقبل في ظل الواقع الإنساني والبيئي في قطاع غزة. قدم خلالها عرضا للجرائم البيئية المرتكبة من قبل الاحتلال الصهيوني، واثارها التدميرية على حياة الناس في قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بمتطلبات الحياة اليومية بتفاصيلها ومن ضمنها النقص الشديد في الاحتياجات الاساسية. كما استعرض نشاط الجمعية الذي يأتي كمحاولة لتوفير الطرود الغذائية للأسر المتضررة باليات متعددة تتناسب وظروف الحصار وشح الامكانيات المتوفرة.
2 ــ الاستاذة كوثر عباس: ناشطة نسوية حقوقية، عضوة بالمسيرة العالمية للنساء بجنوب أفريقيا. قدمت مداخلة بعنوان: مقاومةً الاحتلال الأخضر: أحد سبل الشعوب الأصلية للتحرر. سلطت فيها الضوء على الروابط بين الفلسطينيين والشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم، كأحد اهم الميكانيزمات لفهم طبيعة الانظمة الاستعمارية الاستيطانية. وهو ايضا اعادة تفكير في معرفة هذه الشعوب الاصليةً ومنها الشعب الفلسطيني بعمق معرفتهم بآليات واستراتيجيات دفاعهم عن ارضهم وخصوصية العلاقة التي تربطهم بمحيطهم الطبيعي وهو ما يستعصي على المحتل تفكيكه ومحوه رغم كل المحاولات. وان افتكاك إسرائيل لأراضي الفلسطينيين بذريعة الحفاظ على البيئة والذي يسمى سياسيا: الاستعمار الأخضر هو وسيلة حرب الهدف منها تهجير الفلسطينيين عن أراضيهم وشرعنه الاستيلاء عليها. تماما كما وقع مع عديد الشعوب الأصلية الأخرى بأمريكا وأفريقيا. يجب فهم قضية الاستعمار الأخضر والتغير المناخي في عمق سياقه السياسي الاستعماري ويجب على المجتمع الدولي العمل على وقف مشاريع التطبيع الأخضر والاعتراف بحقوق وسيادة الفلسطينيين على أراضيهم ومياههم وحماية روابطهم التاريخية مع محيطهم الطبيعي
3 ــ الاستاذة ريهام القيق: اعلامية فلسطينية. قدمت مداخلة بعنوان: الوضع الإنساني بغزة. اشارت فيها الى ان غزة تتعرض لحرب إبادة منذ السابع من أكتوبر، حيث تعمد الاحتلال على قتل جميع مناحي الحياة حيث تم قطع الكهرباء والماء منذ اللحظات الأولى للحرب وكذلك تدمير البنية التحية في قطاع غزة، وتم تدمير مربعات سكنية على رؤوس ساكنيها في هذه الحرب الشرسة تم استهداف الحجر والبشر والشجر ،وتم استهداف المدنيين حيث ما يزيد عن نصف الشهداء هم من النساء والأطفال وكذلك الجرحى وتم مسح عائلات بالكامل من السجل المدني وهناك عائلات لم يتبقى منها غير طفل واحد رضيع، في هده الحرب تتعرض غزة إلى مجاعة حقيقية وخصوصا في شمال القطاع حيث يمنع الاحتلال دخول المساعدات والان لهم تقريبا خمس شهور لم يتم دخول أي نوع من المساعدات وهناك من مات جوعا ومنهم من لا يستطيع تناول الطعام لأيام، كذلك المساعدات التى تدخل الى جنوب القطاع ووسطه لا تكفي النازحين والسكان الحقيقين قبل الحرب حيث أنها تدخل بكميات قليلة وهناك أصناف بالكامل تم فقدها من السوق وخصوصا الاحتياجات الخاصة بالمرأة وتم التدمير الوضع الاقتصادي بغزة إذ أن أغلب السكان حوالي ٨٥٪ يعملون بشكل يومي ولبس لهم دخل ثابت واغلبهم فقد عمله بسبب الحرب.
4 ــ د. وائل الزريعي: خبير سابق في برنامج الامم المتحدة للبيئة، وعضو لجنة البيئة والاقتصاد والسياسات الاجتماعية بالاتحاد الدولي لحماية البيئة. قدم مداخلة بعنوان: الابادة البيئية الصهيونية في قطاع غزة في ضوء القانون الدولي والانساني. قال فيها ان الجريمة البيئية هي فعل المقصود به تدمير البيئة عن قصد وبفعل فاعل، وهي الممارسة الدائبة للاحتلال في الأراضي الفلسطينية منذ النكبة لخلق ظروف وبيئة طاردة للحياة.، فمنذ احتلال فلسطين يستخدم الاحتلال الاضرار بالبيئة، كوسيلة ممنهجة للتخلص من السكان الأصليين، او تهجيرهم من اراضيهم وفق سياسة ممنهجة تقوم على الاخلاء العدائي، عبر تدمير البيئة الطبيعية. وخلال العدوان الحالي على قطاع غزة تشير العديد من التقارير للهيئات الدولية لاستخدام الاحتلال أسلحة محرمة دوليا بهدف الاضرار بالإنسان والبيئة. هذه الأسلحة ستترك اثارها على الموارد البيئية لقطاع غزة وعلى صحة الانسان على المدى البعيد، مما يبرهن على تعامل الاحتلال مع البيئة الفلسطينية وفق بروتوكول إبادة ممنهج، يمكن وصفه ببروتوكول إبادة بيئية. تلتقي القوانين الدولية لحماية البيئة، والقوانين الدولية الانسانية حول قاعدة قانونية وهي توفير الحماية لضحايا العدوان والانتهاكات خلال الحروب، والمتابعة الجنائية للجرائم التي تقع تحت طائلة القوانين الدولية والانسانية، مما يتطلب العمل على رصد الجرائم المختلفة للاحتلال ضد البيئة خلال العدوان الحالي على قطاع غزة والعمل على متابعته امام الهيئات الدولية المعنية بجرائم الحرب وجرائم الاعتداء على البيئة.
5 ــ المهندس حسن الجعجع: (الاردن) العضو المؤسس للعربية لحماية الطبيعة، والمستشار الزراعي. حيث قدم عرضا ملخصا للدور الذي تقوم به ” العربية لحماية الطبيعة” داخل الارض المحتلة في سياق تدعيم الصمود البيئي للشعب الفلسطيني في مواجهة عمليات الابادة البيئية اليومية. واشار خلالها الى ان من المهمات الملحة حالياً كشف جذور استخدام الاحتلال للبيئة وللغذاء كسلاحين فتّاكين ضد الفلسطينيين، عبر كشف أثر ممارسات الاحتلال في التغير المناخي، وزيف قناعه البيئي، إضافة لفضح الممارسات الصهيونية في تجويع الفلسطينيين حتى قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وحرمان الشعب الفلسطيني من موارده الطبيعية لتفكيك النظم الغذائية عبر مصادرة الأراضي الزراعية وحرق الأشجار واقتلاعها، وتسميم التربة والمياه وغيرها والتحكم بالوصول إليها. العربية لحماية الطبيعة تقدم نموذجاً مؤثراً للمقاومة الخضراء.
6 ــ المهندس عز الدين شلغاف: تونس ــ المداخلة بعنوان: التأثيرات البيئية للعدوان الصهيوني على فلسطين.
حدد فيها الاتفاقيات الدولية التي تهتم بالبيئة في ظل النزاعات المسلحة، واشار الى أن الكيان الصهيوني مستثنى من كل هذه المواثيق الدولية بدعم وغطاء دائم من قبل الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية والتي تشارك وتقود فعليا هذا العدوان. حيث يستمر العدوان االصهيوني على قطاع غزة ليومه الـ148، مخلفا أكثر من 30 ألف شهيد، 70% منهم أطفالا ونساء، وأكثر من 71 ألف جريح، بالإضافة إلى تشريد 90% من السكان، والدمار الهائل الذي أصاب البنى التحتية، مخلفا كارثة إنسانية غير مسبوقة. يضاف إليها الجرائم البيئية التي يرتكبها الكيان، من تلويث التربة والمياه وتدمر الأحياء البحرية التي تعد مصدر قوت الغزاويين. والتي تتهدد حياة أهالي القطاع، ويمكن أن تعيش معهم لعقود قادمة، جاعلةً من حياتهم هناك شبه مستحيلة. مذكرا بان الكيان يستحوذ على الموارد الطبيعية من أرض ومياه وغابات ومراعي والبحر (في فلسطين، لبنان، الأردن). وأن هناك صعوبة أو استحالة لوصول السكان الأصليين لهذه الموارد وقد طالت كافة المواقع التي تحت سيطرته المباشرة أو سيطرته النارية. وانتهى الى مجموعة من التوصيات العملية.
7 ــ د. عابد الزريعي: مدير مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء. المداخلة بعنوان: التموضع البيئي كأحد ادوات التموضع الصهيوني الجديد. وتتكون من عنوانين هما:
العنوان الأول: التموضع البيئي خلال مرحلة التموضع الاستيطاني الكمي والكيفي: ويتناول المرحلة المحددة من بداية الاستيطان الصهيوني في فلسطين وحتى عام 1948 وهي مرحلة التموضع الكمي للاستيطان الصهيوني، والتي انتهت مع اعلان قيان ” اسرائيل” التي تشكل تحولا كيفيا للمرحلة الاول. وخلال المرحلتين اعتمد التموضع البيئي على ثلاثة عناصر هي:
أولا: الصورة: فلسطين ارض خالية قاحلة بلا شعب، تم تحويلها الى واحة غناء. محاطة بشرق أوسط منحطّ وقاحل وبدائي ومتخلف.
ثانيا: العوامل المساعدة: التي اعتمدت الحركة الصهيونية في تموضعها البيئي وهي:
1 ــ العامل الأيديولوجي كعامل محفز يستند الى التوراة ويتخذ صيغة الربط بين الأرض والمشهد الطبيعي وظهور الأمة. وفي هذا السياق ظهرت الصهيونية الخضراء التي دعت عام 1925، إلى التناغم الروحي مع الأرض قبل إنشاء السلطة السياسية.
2 ــ العامل الاستعماري: الحكم العثماني الذي دمر الاشجار في فلسطين وفرض ضرائب عليها. والانتداب البريطاني الذي ساعد الحركة الصهيونية على الاستيطان وقدم مختلف المساعدات للمهاجرين اليهود.
3 ــ العامل الذاتي المتمثل في حيازة السلطة القمعية والقانونية بعد عام 1948. والذي تم الاعتماد عليه لفرض أمر واقع عززته بالقوانين، لتحوّله إلى حقيقة تدعم ملكيتها لتلك “الأرض الموعودة”.
ثانيا: اليات التموضع: وقد استندت الحركة الصهيونية خلال المرحلتين الى مجموعة من الاليات بهدف تكريس تموضعها البئي، وتتمثل هذه الاليات فيما يلي:
1 ــ الاستيلاء على الأرض، وانشاء “الصندوق القومي اليهودي” ” بهدف شراء أراضي في فلسطين باسم الشعب اليهودي ولصالحه”. ثم التوسع في تملّك الأراضي والسيطرة على الموارد ضبط الأمن في حدود علاقات القوة والهيمنة. ـــ تجفيف بحيرة الحولة والمستنقعات المحيطة بها لزيادة رقعة الأراضي الزراعية.
2 ــ الوصول الى منابع الماء: من خلال الربط بين حدود فلسطين ومصادر المياه. لتصم جنوب لبنان وينابيع نهر الأردن. ووضع الخطط لزيادة الموارد المائية من استثمار مياه الينابيع والمياه الجوفية والسطحية. ومحاولة السيطرة على منابع أنهار الأردن والليطاني والحاصباني.
3 ــ العرس الزراعة والتشجير: الزراعة بوصفها اداة قوة للمشروع الاستيطاني في وجه السكان الأصليين. والتشجير كأداة غرس الانتماء. وانتاج مشهد مختلف بزرع أشجار أوربية في مدن تتمتع بقيمة رمزية. ورسم لوحات لأرض مزروعة. صور الصهاينة.
4 ــ الاقتلاع / السطو / التزييف: اقتلاع اشجار الزيتون ماديا، وإنتاج صور بصرية نمطية، تزيف الواقع الفلسطيني. على المستوى الرمزي. والاقتلاع: النباتي والثقافي كجزء من الثقافية الفلسطينية الزراعية والغذائية، كـ «نباتات محمية”. واقتلاع اشجار الزيتون / نباتي وثقافي/ باعتبارها اشجار عدوة.
العنوان الثاني: التموضع الصهيوني البيئي الجديد (التطبيع البيئي): ويستند بدوره على ثلاثة عناصر هي:
أولا: الصورة: تصدير صورة لإسرائيل على اساس انها دولة متقدمة على صعيد توظيف التكنولوجيا في قطاع المياه والطَّاقة المُتجدِّدة. ومتفوقة بيئيا، وتمثل نقيضا لبقية الشرق الأوسط (وشمال إفريقيا) الهمجي غير الديمقراطي. وتملك الحلول لمشاكله البيئية.
ثانيا: العوامل المساعدة: وتتمثل بشكل اساسي في انهيار النظام الاقليمي العربي واختراقه وهشاشته، في ظل اتفاقيات التسوية والتطبيع (كامب ديفيد ــ اوسلو ــ وادي عربة ـــ ابراهام).
ثالثا: أدوات الترويج: وتتمثل فيما يلي:
1 ــ دبلوماسية المناخ: أن العالم سيواجه تغيرات مناخية كارثية. مشاركة خبرة إسرائيل في التكنولوجيا الخضراء مع “الدول الصديقة” في مقابل علاقات (تطبيع)
2 ــ المنظمات: الصهيونية الخضراء تعنى بالتطبيع البيئي. و”إيكو بيس الشرق الأوسط، وهي منظّمة إسرائيليّة أردنيّة فلسطينيّة. هدفها التطبيع البيئي.
3 ــ الشركات: شركة إي إِن إِل تي – نيوماد كمساعدة في تلبية احتياجات الطَّاقة لسبع دول عربية.
4 ــ المؤتمرات: مؤتمر Cop27: مؤتمر Cop28 أصبح مساحة لعقد صفقات التطبيع البيئي.
5 ــ مشاريع ومذكرات التفاهم: مشروع الازدهار الازرق والازدهار الازرق: بين الاردن واسرائيل عام 2022 بوساطة الامارات. وتوقيع مذكرة تفاهم 2022، تضم الأردن المغرب والإمارات السَّعوديّة ومصر والبحرين وعُمان مشاريع مع المعرب ومشاريع الهيدروجين الأخضر المخطط لها في شمال إفريقيا، وتقديم تقنيات رخيصة تغري التعامل مع إسرائيل. البلدان غير المرتبطة بعلاقات تطبيع.
ثالثا: اهداف التطبيع البيئي: ان الاهداف التي تسعى اسرائيل الى تحقيقها من خلال التطبيع البيئي تتلخص فيما يلي:
1 ــ اخفاء الطابع الاستعماري: تطبيع القمع الإسرائيلي وما ينتج عنه من مظالم بيئية في فلسطين والجولان، ونهب المياه الفلسطينية والعربية.
2 ـــ تحقيق المكاسب الاقتصادية والسياسية: توفير فرص تجارية واسعة في دول الخليج العربي. وجر دول عربية اخرى الى مستنقع التطبيع.
3 ــ مكاسب تقنية: تسليط الضوء على التفوق البيئي والأخلاقي لإسرائيل على جيرانها العرب. تعزيز صورة اسرائيل وتكريس نفسها كقوة إقليمية من حيث إدارة المياه وحماية البيئة كمركز لتكنولوجيا الطَّاقة المُتجدِّدة الخلّاقة. تقوم بدور المركز الذي تعتمد عليه في مجال الطاقة والمياه، دول التطبيع كهامش، في ظل وقائع حياة يومية يصعب الفكاك منها.
4 ــ مكاسب جيواستراتيجية: تعزيز نفوذها الجيوسياسي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا زيادة اندماج إسرائيل في مجالات الاقتصاد والطَّاقة في المنطقة العربيَّة، مِن موقعِ مهيمِن. بما يرفع من اسهمها في سوق الطَّاقة الإقليمي والعالمي، ويمنحها قوة جيوسياسية واقتصادية في المنطقة وخارجها.
5 ــ تفكيك النظام الاقليمي العربي: بالانخراط في مشاريع اقليمية. مصر تشترك مع اسرائيل وقبرص واليونان، لتزويد أوروبا بالغاز كجزء من جهود الاتحاد الأوروبي لإنهاء الاعتماد على الغاز الروسي.
6 ــ مكاسب امنية: مشروع مشترك (اسرائيلي / سوداني) بوساطة سويسرية للحفاظ على الشعاب المرجانية الفريدة في البحر الأحمر. وادخال الدول العربية في دوامة التخريب البيئي الداخلي.. اغراء مدينة نيوم، والطاقة النظيفة ترتب على ذلك تهجير داخلي كبير في السعودية مثلما حصل مع قبائل الحويطات.
7 ــ التنكر لفلسطين: ذلك ان مشاركةٌ مصر والمغرب والاردن والامارات في مشاريع الطَّاقة مع إسرائيل. التي تنهب موارد الطاقة الفلسطينية والجولانية. ومصر تشتري الغاز الذي يتم استخراجه ونقله من خلال سيطرة إسرائيل على المنطقة الاقتصادية الفلسطينيّة. وقمع الصيادين الفلسطينيّين. وتترك قطاع غزة غارقا في الظلام. الدول العربيَّة المطبّعة، متورطة مِن خلال إبرامها صفقات طاقة قذرة في البحر الأبيض المتوسط، في نزع إنسانية الفلسطينيّين والسوريين بشكل منهجي. بما يترتب عليه ادارة الظهر لنضال الشعب الفلسطيني، والصمت على النهب الصهيوني لبلدان عربية اخرى مثل سورية، التي تعطلت مشاريعها المائية (البنية التحتية من سدود وابار) بسبب رفض اسرائيل الانسحاب من الجولان.
ثانيا: الوثيقة الصادرة عن الندوة
استراتيجية مقاومة جرائم الابادة الصهيونية للبيئة الفلسطينية
وثيقة صادرة عن ندوة ” استراتيجية مقاومة جرائم الابادة الصهيونية للبيئة الفلسطيني” المنعقدة بتاريخ 3 مارس 2024 بتونس، بمناسبة يوم البيئة الفلسطينية الموافق 5 مارس من كل عام، وبدعوة من مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء. وبمشاركة ممثلين عن جمعية الشتات الفلسطيني بالسويد، والعربية لحماية الطبيعة بالأردن، وجمعية المستقبل للتنمية والبيئة الخيرية بقطاع غزة، وناشطين من فلسطين وتونس ومالي وجنوب افريقيا.
يأتي يوم البيئة الفلسطينية في الخامس من مارس لهذا العام، بينما العدو الصهيوني يشن حرب ابادة شاملة على الشعب الفلسطيني وبيئته الطبيعية خاصة في قطاع غزة ملحقا بها الدمار والخراب. مواصلا بذلك حربه على البيئة الفلسطينية منذ أن بدأ مشروعه الاستيطاني الصهيوني على ارض فلسطين، حيث استمرت تلك الحرب في حلقات متواصلة، واشكال متعددة على كامل ارض فلسطين التاريخية، سواء قبل عام 1948 أو بعدها. بهدف التخلص من سكان فلسطين الأصليين وثقافتهم وارثهم الحضاري، عبر تدمير بيئتهم الطبيعية بكافة عناصرها. وعلى ضوء محددات اللحظة الراهنة المتعلقة بالبيئة الفلسطينية، نؤكد على ما يلي:
1 ـــ ان جرائم الابادة البيئية تشكل جزء رئيس من جريمة الابادة الجماعية التي ترتكبها “اسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني، وتتضمنها الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا ضدها امام محكمة العدل الدولية.
2 ــ ان تفاقم تداعيات الحصار المفروض على قطاع غزة في ظل الحرب العدوانية، خاصة فيما يتعلق باحتياجات الانسان الاساسية يجعل من فتح معبر رفح مسألة ملحة، لإدخال المساعدات والتخفيف من اثار الجرائم البيئية المرتكبة.
3 ــ ان وقف حرب الابادة على قطاع غزة، لا يعني وقف التنكيل بالبيئة الفلسطينية، واستمرار اثار الخراب البيئي على الانسان ومحيطه الطبيعي، بسبب الاساليب الهمجية التي لجأ اليها العدو خلال الحرب، الأمر الذي يجعل من اعادة الاعمار لتلافي بعض تلك المخاطر تحديا قادما، خاصة وان العدو ذاته سيحاول استخدامه كسلاح في وجه محاولة استعادة الحياة الطبيعية في قطاع غزة.
4 ــ ان قضية البيئة الفلسطينية ترتبط بقضية المناخ كفضية انسانية، الأمر الذي يجعل منها شكلا من اشكال معاناة الشعوب الاصلانية التي عانت من الويل الاستعماري، لذلك فان النضال من اجل حماية البيئة الفلسطينية هو نضال انساني، ووطني فلسطيني من اجل تقرير المصير والسيادة على الموارد الطبيعية للشعوب.
5 ــ ان التطبيع البيئي الذي يتنامى في ظل تطبيع علاقات بعض الانظمة العربية مع الكيان الصهيوني، يشكل غطاء اخضر يمنح الفرصة للكيان الصهيوني لتدمير وانتهاك ونهب البيئة الفلسطينية، الأمر الذي يجعل من النضال من اجل حماية البيئة الفلسطينية جزء لصيق بنضال الشعوب العربية ضد التطبيع.
على ضوء ذلك نطرح هذا التصور النضالي البيئي:
اولا: ان الطريق الى فلسطين المحررة السيدة على مصادرها ومواردها الطبيعية، يستدعي حماية البيئة الفلسطينية، ودعم الصمود البيئي للإنسان الفلسطيني بكل ما يعنيه المصطلح من معنى، ومن ناحية ثانية حصار الكيان الصهيوني والقوى المتواطئة معه ومنها قوى التطبيع.
ثانيا: تتمثل القوى الموكلة بتحقيق هذه الاهداف في منظمات المجتمع المدني العربية المتعددة، وفي هذا السياق ندعو الى تشكيل تحالف لمنظمات المجتمع المدني العربي العاملة في مجال البيئة. يأخذ على عاتقه التواصل والتنسيق مع ما نظيراتها في الدول الأخرى.
ثالثا: التكتيكات النضالية: وهي الخطوات العملية والاشكال النضالية التي يمكن اللجوء اليها من قبل القوى المشار اليها من اجل تحقيق الاهداف المبتغاة. وتتمثل فيما يلي:
1 ــ الرصد والتوثيق: تأسيس مرصد عربي لتوثيق جرائم الاحتلال البيئية، وكل ما يتعلق بالتطبيع البيئي، وذلك باعتماد اسس علمية.
2 ــ النضال القانوني: تشكيل فريق قانوني مختص في الجرائم البيئية، لرفع القضايا امام المحاكم الدولية والوطنية. وتشكيل هيئة عربية لمتابعة الاحتلال قضائيا امام المحاكم الدولية وبالدرجة الاولى من الدول العربية المتضررة من جرائم الاحتلال ضد البيئة وهي فلسطين، لبنان، الأردن، وسوريا.
3 ــ النضال الجماهيري: القيام بمختلف الانشطة الجماهيرية، من مظاهرات ووقفات احتجاجية، وجمع تواقيع وعرائض ورفع برقيات ….. الخ من اجل التصدي ومقاومة كل اشكال التطبيع البيئي في سياق مقاومة التطبيع.
5 ـــ النشاط التحالفي: التنسيق مع مختلف المجموعات الشعبية للقيام بالاحتجاجات الجماهيرية في محافل المناخ الدولية. وتعميق العلاقات التنسيقية مع الشعوب الاصلانية التي عانت وتعاني من الاستعمار وتتعرض للانتهاك البيئي، وكذلك مع المجموعات الممثلة للمقتلعين من اراضيهم نتيجة تغول الشركات الرأسمالية.
6 ـــ بناء الوعي: عقد الندوات والمؤتمرات واعداد الدراسات والبحوث المتعلقة بالجرائم البيئية للاحتلال، والاطراف المنخرطة في التطبيع البيئي بوصفها اطرافا متواطئة، وتعميق الوعي بالغسل الأخضر الإسرائيلي وكافة اشكال الظلم البيئي.
7 ــ المقاومة الميدانية: القيام بالأنشطة الميدانية على الارض الفلسطينية من اجل تدعيم الصمود البيئي للإنسان الفلسطيني، وتعزيز قدراته في مواجهة الة القمع الصهيونية، وفي هذا الصدد يمكن الاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المستوى ومن ضمنها تجربة العربية لحماية الطبيعة.
ان هذه الوثيقة بكل ما تتضمنه ليست أكثر من ارضية قابلة للتقاطع والتفاعل مع مختلف الرؤى والتصورات، الامر الذي يجعلها مفتوحة على التطوير والاغناء والجدل الايجابي مع كل التجارب على طريق نضالنا من اجل تحقيق اهدافنا المنشودة.