You are currently viewing القائمة بالأعمال المؤقتة لسفارة الصين بتونس يوان ليجيا :ستواصل الصين المضي قدما نحو التحديث باستمرار فرص أكثر للعالم

القائمة بالأعمال المؤقتة لسفارة الصين بتونس يوان ليجيا :ستواصل الصين المضي قدما نحو التحديث باستمرار فرص أكثر للعالم

تونس – أنوار تونس

انعقدت مؤخرا دورتا الصين السنويتان (الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني والدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني) …في هذا الحديث تتطرق القائمة بالأعمال المؤقتة لسفارة الصين بتونس يوان ليجيا الى آفاق التنمية في الصين ودور بيكين في التنمية العالمية وغيرها من القضايا الهامة .

اختتمت دورتا الصين السنويتان (الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني والدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني) مؤخرا، ما هي آفاق التنمية الاقتصادية الصينية عبر النظر إلى الدورتين؟

  1. في عام 2023، تجاوز إجمالي الناتج المحلي الصيني 126 تريليون يوان، بزيادة قدرها 5.2%، ما فاق النسبة المتوقعة للنمو العالمي حوالي 3%، واحتل المرتبة المتقدمة بين الاقتصادات الرئيسية في العالم، وساهم بثلث النمو العالمي. إن التنمية في الصين لا تشمل النمو المعقول للكمية فقط، بل تشمل الارتقاء الفعال بالجودة أيضا. إذ تشهد الصناعات الناشئة تطورا مزدهرا، وحقق التحول الأخضر نتائج بارزة، وتتحسن التوقعات الاجتماعية بشكل مطرد، وتتشكل القوة الإنتاجية الجديدة بشكل متسارع. إن السوق الصينية الضخمة البالغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة تفتح ذراعيها للعالم حاليا، إذ تظهر الحاجات الجديدة والأعمال الجديدة بشكل متفجر، ويتوسع مجال الصين لكلا التنمية الذاتية والتعاون مع الخارج بشكل سريع.

حدد تقرير عمل الحكومة هدفا للنمو الاقتصادي لعام 2024 بنحو 5%، وهو هدف يطابق أساسيا مع الإمكانية الكامنة للنمو الاقتصادي. يتمتع الاقتصاد الصيني بميزة النظام لما لها من نظام اقتصاد السوق الاشتراكي، وميزة الطلب لما لها من السوق الضخمة للغاية، وميزة العرض لما لها من النظام الصناعي المتكامل، وميزة الأكفاء لما لها من عدد كبير من الأيدي العاملة ذات الكفاءة العالية ورجال الأعمال، الأمر الذي قرر أن لم تتغير ولن تتغير التوجهات الأساسية للاقتصاد الصيني المتمثلة في التعافي والتحسن والتوجه نحو الأفضل على المدى البعيد. يتعين على بعض الأشخاص الذين يبثون المعلومات المتشائمة المغلوطة عن الاقتصاد الصيني أن يدركوا في أقرب وقت ممكن أن من يبث المعلومات المتشائمة المغلوطة عن الصين سيتضرر منها، ومن يقدّر الصين سوءا سيضيع الفرص.

  • ما هي توجهات الصين للانفتاح على الخارج؟

يعد الإصلاح والانفتاح خطوة حاسمة التي قررت مصير الصين المعاصرة ومن المقرر أن الصين ستستمر في الانفتاح على الخارج في المستقبل. أصبحت بوابة الصين للانفتاح على الخارج أوسع فأوسع، وتزداد جودة الانفتاح المؤسسي العالي المستوى بشكل مستمر، إذ انخفض المستوى العام للتعريفات الجمركية في الصين إلى ما يناهز المستوى للأعضاء المتقدمة في منظمة التجارة العالمية، وتقلصت القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي إلى أقل من 31 قطاعا، وتم رفع جميع القيود على نفاذ الاستثمار الأجنبي إلى قطاع التصنيع، ويتسارع انفتاح قطاع الخدمات على الخارج، وما زال معدل العائد على الاستثمار الأجنبي في الصين يتصدر العالم. لا يزال عدد كبير من الشركات ذات التمويل الأجنبي متفائلة بالصين وتستثمر وتتطور بعمق هنالك. لقد بلغ عدد الشركات الجديدة ذات التمويل الأجنبي حوالي 54 ألفا في السنة الماضية وشهد زيادة بـ39.7% على أساس سنوي. ستخلق التنمية العالية الجودة في الصين لهذه الشركات فرصا ضخمة جديدة وتقدم لها أسواقا أكبر ذات أرباح عالية مما كانت.

  • ما هو الدور الذي يمكن التنمية الصينية أن تلعبه في التنمية العالمية؟

إن التنمية الصينية لا تستغني عن العالم، والتنمية للعالم لا تستغني عن الصين أيضا. في الوقت الحالي، تتزايد الضغوط الهبوطية في الاقتصاد العالمي وتتكاثر العوامل غير المستقرة وغير المؤكدة وغير المتوقعة وتواجه اقتصادات الدول تحديات كبيرة. في وجه البيئة الخارجية المعقدة، صمد الاقتصاد الصيني أمام الضغوط وحقق الاستقرار في حجمه والتحسين في جودته، الأمر الذي  يوفر قوة دافعة جديدة وفرصة جديدة للعالم باستمرار من خلال التنمية الجديدة في الصين.

إن الهدف الأول والأخير للتحديث الصيني النمط  هو جعل أبناء الشعب الصيني البالغ عددهم أكثر من 1.4 مليار نسمة  يعيشون حياة أفضل. ستواصل الصين المضي قدما نحو التحديث باستمرار فرص أكثر للعالم وستضخ زخما أقوى للتعاون الدولي وستساهم مساهمة أكبر لتقدم البشرية جمعاء. إنما تسعى الصين إليه ليس تحديثا يخدم الصين وحدها، فهي على استعداد للعمل مع الدول الأخرى لتحقيق التحديث العالمي الذي يتميز بالتنمية السلمية والتعاون المتبادل المنفعة والازدهار المشترك، وتقاسم الفرص الهائلة التي توفرها التنمية العالية الجودة في الصين.

  • أولت الأطراف اهتماما بنطاق واسع لمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية الذي اقترحته الصين. كيف ينظر الجانب الصيني إلى آفاق بناء هذا المجتمع؟

إن إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية مفهوم جوهري في فكر شي جينبينغ حول الدبلوماسية، وكما أنها حل صيني للسؤال عن طبيعة العالم الذي سنبنيه والسبل لبنائه، وهدف سام تسعى إليه دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. منذ طرحه قبل عشر سنوات، قد تطور بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية من مفهوم ورؤية إلى منظومة علمية، وتوسع من مبادرة صينية إلى توافق دولي، وتحول من أفق جميل إلى نتائج الممارسات، وأظهر حيوية قوية. قد أقامت الصين مجتمعات المستقبل المشترك بمختلف الأشكال مع عشرات من الدول والمناطق في عديد من المجالات.

قد أثبتت تغيرات الأوضاع الدولية في السنوات الأخيرة مرارا وتكرارا أن المستقبل المشترك وتقاسم السراء والضراء أكبر الوقائع في عالم اليوم، وأن روح الفريق الواحد والتعاون والكسب المشترك طريق لا مفر منه لمواجهة التحديات. أدرك عدد متزايد من الدول والشعوب ضرورة مشاركة جميع الدول في تقرير مصير البشرية وخلق مستقبل العالم. نحرص على العمل مع دول العالم على بناء عالم نظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك والانفتاح والشمول. قد يكون الطريق متعرجا، لكن المستقبل سيكون مشرقا بكل التأكيد.

  • كيف ينظر الجانب الصيني إلى تطوير العلاقات التونسية الصينية؟ تعد الصين أحد مصادر الاستيراد الرئيسية لتونس، ما هي آفاق الاستثمار الصيني لتونس في المستقبل؟

يصادف هذا العام الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، يلتزم الجانبان بالثقة المتبادلة على أساس الاحترام المتبادل والتعامل على قدم المساواة. تحت القيادة الاستراتيجية من رئيسي البلدين، تتمتع العلاقات الصينية التونسية بآفاق واسعة. يحرص الجانب الصيني على تعزيز التبادل الرفيع المستوى والارتقاء بالمعنى الاستراتيجي للعلاقات الثنائية وتوسيع التعاون الشامل الأبعاد، ومن ناحية أخرى تكثيف التضامن والتنسيق  من أجل العمل سويا على حماية الحقوق العادلة للدول النامية والحفاظ على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والدفع بالمساواة والعدالة الدوليتين.

فيما يخص التجارة بين البلدين، يشكر الجانب الصيني تونس على ثقة وحبها للمنتاجات الصينية، وفي المقابل يحرص على تشجيع الشركات الصينية لاستيراد مزيد من المنتاجات التونسية المميزة، وترحيب الشركات التونسية للترويج عبر معرض الصين الدولي للاستيراد وغيره من الإطارات. وأيضا، يحرص الجانب الصيني على بذل جهود للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في تونس وتعزيز التعاون في إطار البناء المشترك للحزام والطريق. الآن يتشاور عديد من الشركات الصينية مع الجانب التونسي حول مشاريع التعاون في المجالات مثل توليد الطاقة الكهروضوئية وتطوير البحيرات المالحة وإلخ، ويحرص الجانب الصيني على تشجيع أكثر من الشركات الصينية للاستثمار وتأسيس أعمالها في تونس.

  • ما هو موقف الصين مما يحدث حاليا في غزة؟

 قد أسفرت هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن سقوط 100 ألف مدني من القتلى والجرحى، لأمر يعد مأساة للبشرية وعارا على الحضارة. لا بد للمجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل، ويتخذ الوقف الفوري لإطلاق النار كالمهمة ذات الأولوية القوصى فوق كل الاعتبارات، ويتخذ ضمان الإغاثة الإنسانية كمسؤولية أخلاقية لا تحتمل أي تأخير. ولا يمكن الخروج عن دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل نهائي وإزالة التربة الخضبة للأفكار المتطرفة بكافة أنواعها وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط إلا من خلال إعادة الحق إلى الشعب الفلسطيني وتنفيذ “حل الدولتين” على نحو شامل. تدعم الصين بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وظلت تعمل على إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر، وستواصل بذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي الذي يضم تونس لاستعادة السلام وإنقاذ الأرواح وتحمل المسؤولية لتحقيق العدالة.

  • كيف ينظر الجانب الصيني إلى العلاقات الصينية الروسية؟ ما هي المبادرة الصينية المقترحة للمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟

تحافظ علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد على مستوى عال من التطور. إن الصين وروسيا باعتبارهما دولتين كبيرتين في العالم وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، قد نصبتا نموذجا جديدا من العلاقات بين الدول الكبيرة يتمثل في الالتزام بحسن الجوار الدائم وتعميق التعاون الاستراتيجي الشامل على أساس عدم التحالف وعدم المجابهة وعدم استهداف طرف ثالث. إن العلاقات الصينية الروسية تكتسب أهمية بالغة بالنسبة للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي في العالم وتعزيز التفاعل الإيجابي بين الدول الكبيرة ودفع التعاون بين الدول الناشئة الرئيسية.

فيما يخص القضية الأوكرانية، ظل الجانب الصيني يلتزم بالموقف الموضوعي والعادل، ويتمسك بدفع مفاوضات السلام. تعتبر طاولة المفاوضات نقطة النهاية لأي صراع، ويدعم الجانب الصيني عقد مؤتمر سلام دولي مقبول لدى الجانبين الروسي والأوكراني في وقت مناسب بمشاركة كافة الأطراف على قدم المساواة، وتُناقش فيه جميع حلول السلام بشكل عادل. يتطلع الجانب الصيني إلى استعادة السلام والاستقرار للقارة الأوروبية في يوم مبكر، مستعدا لمواصلة دوره البناء في هذا الصدد.